شرح سورة التكاثر ومعانيها وسبب نزولها القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمعجزة الخالدة للإسلام. وفيما يلي مقدمة موجزة عن القرآن الكريم.
آيات سورة التكاثر
سورة التكاثر
هي سورة مكية , وآياتها ثمانية آيات , نزلت بعد سورة الكوثر.
سبب نزول سورة التكاثر
من أسباب النزول :
أخرج ابن أبي حاتم، عن أبي بريدة قال : نزلت : ألهاكم التكاثر. في قبيلتين من الأنصار، وهما : بنو حارثة، وبنو الحرث، تفاخروا وتكاثروا، فقالت إحداهما : أفيكم مثل فلان وفلان ؟ وقالت الأخرى مثل ذلك. تفاخروا بالأحياء،
ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور، فجعلت إحدى الطائفتين تقول : أفيكم مثل فلان وفلان ؟ وتشير إلى القبر، ومثل فلان، وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل الله هذه السورة.
هذه السورة صيحة بالقلب البشري الغارق في التفاخر والتكاثر بالدنيا ومظاهرها، وتنبيه له إلى أن ما تفاخر به إلى زوال، وأن الدنيا قصيرة، وأن الغاية إلى حفرة ضيقة، وهناك ترى الحقيقة الباقية، واليقين المؤكد،
وتسأل عن هذه الألوان المتنوعة من الملذات، وعن سائر ألوان النعيم، عن الشباب والمال والجاه والصحة والعافية، ماذا عملت بها ؟
( وروي : يسأل عن التنعم الذي شغله الالتذاذ به عن الدين وتكاليفه، وعن الحسن : يسأل عما زاد عن كنّ يؤويه، وثوب يواريه، وكسرة تقوّيه ).
مع آيات السورة
١، ٢- ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر:
أيها السادرون الغافلون، أيها اللاهون المتكاثرون بالأموال والأولاد وأعراض الحياة، وأنتم مفارقون، أيها المخدوعون بما أنتم فيه عما يليه. أيها التاركون ما تتكاثرون به وتتفاخرون إلى حفرة ضيقة لا تكاثر فيها ولا تفاخر، استيقظوا وانظروا.. فقد شغلكم حب الكثرة والفخر حتى هلكتم، وصرتم من الموتى، ورأيتم الحساب والجزاء.
وفي صحيح مسلم، عن مطرف، عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ : ألهاكم التكاثر. قال :
( يقول ابن آدم : مالي، ومالك، يا ابن آدم ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، وما سوى ذلك فذاهب وتركه للناس ).
٣، ٤- كلاّ سوف تعلمون* ثم كلاّ سوف تعلمون:
أي : ازدجروا عن مثل هذا التكاثر والتفاخر، والجأوا إلى التناصر على الحق، والتكاتف على أعمال البر، والتضافر على ما فيه حياة الأفراد والجماعات، من تقويم الأخلاق، والتعاون على الخير والمعروف، وإنكم سوف تعلمون سوء مغبة ما أنتم عليه.
ثم كلاّ سوف تعلمون. وهو تكرير للوعيد لتأكيد الزجر والتوبيخ، كما يقول الإنسان لآخر : أقول لك لا تفعل، ثم أقول لك لا تفعل.
٥- كلاّ لو تعلمون علم اليقين:
أي : ارتدعوا عن تغريركم بأنفسكم، فإنكم لو تعلمون عاقبة أمركم لشغلكم ذلك عن التكاثر، وصرفكم إلى صالح الأعمال، وأن ما تدّعونه علما ليس في الحقيقة بعلم، وإنما وهم وظن، لا يلبث أن يتغير لأنه لا يطابق الواقع، والجدير أن يسمى علما هو علم اليقين المطابق للواقع، بناء على العيان والحس، أو الدليل الصحيح الذي يؤيده العقل، أو النقل الصحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
٦- لترونّ الجحيم:
ولا شك في رؤيتها، والمراد برؤية الجحيم
: ذوق عذابها، ثم أكد هذا المضمون بقوله :
٧- ثم لترونّها عين اليقين:
أي : لترونها رؤية هي اليقين بنفسه، مهما كانت نسبتكم أو مجدكم، فلن ينجيكم منها سوى أعمالكم.
٨- ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيم:
لتسألن عنه : من أين نلتموه ؟ وفيم أنفقتموه ؟ أمن طاعة وفي طاعة ؟ أم من معصية وفي معصية ؟
أمن حلال وفي حلال ؟ أم من حرام وفي حرام ؟ هل شكرتم ؟ هل أديتم حق النعيم ؟
هل شاركتم الفقير والمسكين ؟
هل استأثرتم وبخلتم ومنعتم صاحب الحق حقه ؟
لتسألن عما تتكاثرون به وتتفاخرون.. فهوعبء تستخفونه في غمرتكم ولهوكم، ولكن وراءه ما وراءه من همّ ثقيل.
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
اقرأ ايضا: فوائد سورة الشمس وفضلها في قضاء الحوائج
اقرا ايضا: فوائد سورة الزمر الروحانية
الحكمة من نزول سورة التكاثر
سورة التكاثر من السور المكية القصيرة، وقد ذكر المفسرون عدة حكم وأسرار لنزول هذه السورة:
– بيان خطورة حب المال وتكديسه على الإنسان وأنه يشغله عن الآخرة.
– التحذير من الغفلة والانشغال بالدنيا عن العمل للآخرة.
– بيان أن الإنسان سيسأل يوم القيامة عن نعم الله عليه وكيف استغلها.
– تذكير الإنسان بنهايته وأن الموت هو الحقيقة التي ستفرق بين الناس.
– تحذير المؤمنين من الانشغال عن طاعة الله بطلب المال والأولاد.
– بيان أن طلب الآخرة والعمل لها هو الفلاح الحقيقي.
– ترسيخ مفهوم أن الغنى الحقيقي هو غنى النفس بالإيمان والعمل الصالح.
– تأكيد مبدأ المساواة بين الناس في الحساب والجزاء يوم القيامة.
فالحكمة من نزول هذه السورة هي تزكية النفس وتطهيرها من حب الدنيا والتعلق بزخرفها، وحث الإنسان على العمل للآخرة قبل فوات الأوان.