صيام أول رجب..سنة أم بدعة؟
صيام أول رجب..سنة أم بدعة؟ من الأسئلة الشائعة والمتكررة كل عام، وذلك بسبب كثرة الأقاويل حول حكم صيامه وفضل صيام أول ليلة في شهر رجب.
ويعد شهر رجب من الأشهر ذات الخصوصية، باعتباره من الأشهر الحرم، لكن لم يثبت حديث صحيح عن الرسول في فضل صوم هذا الشهر على وجه الخصوص.
وورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- استحباب الصيام في الأشهر الحرم بشكل عام، وليس تخصيص رجب بالصيام.
حكم صيام أول رجب
استطلعت أمس دار الإفتاء المصرية، هلال شهر رجب لعام 1444هـ لإعلان أولى أيام شهر رجب المحرم.
وأعلنت مساء الأحد 22 يناير 2023، نتيجة استطلاع هلال شهر رجب وأوضحت أن الأحد 22 يناير هو المتمم لشهر جمادي الآخرة، وأن اليوم الاثنين 23 يناير هو أول أيام شهر رجب.
وتناقل الكثيرون الكثير من الأحاديث المغلوطة عن فضل صيام شهر رجب وتخصيص أول ليلة من الشهر للصيام.
وصرحت دار الإفتاء المصرية، إن صيام أول شهر رجب سنة كصيام أي يوم، لحديث عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: «يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟ قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ».
واستدل العلماء من هذا الحديث على استحباب صيام رجب و شعبان، دون تخصيص ليوم أو شهر معين دون رمضان.
صيام أول رجب..سنة أم بدعة؟
قالت دار الإفتاء، أن الصوم في شهر رجب جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.
وأشارت أنه لا يجوز تخصيص شيء إلا بدليل، حتى لا يكون ابتداع في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وجاء في فضل شهر رجب: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة : 36).
وثبت في الصّحيحين، أن الرسول “صلى الله عليه وسلم” قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
دعاء أول ليلة في شهر رجب
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل شهر رجب يقول: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلا يا أرحم الراحمين».
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول إذا رأى الهلال: «اللَّهُمَّ أَهْلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» رواه الترمذي.
ومن أفضل الدعاء:«اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة».
